{ خذها قاعدة 2 } الحلقة (8) - د.صلاح الراشد

#الفهرس

     مرحباً بك عزيزي المتابع في ملخص برنامج خذها قاعدة للموسم الثاني، والذي يقدّمه الدكتور صلاح الراشد

*  التدوينة السابقة -->> الحلقة (7) من هنا.

خذها قاعدة 2 حلقة 8

خذها قاعدة : القدر اتجاهات، حدّد فيه اتجاهَكْ .

* من أصول الإيمان بالله، أن تُؤْمن بالقدر خيره وشرّه.

* المشكلة هي في الفهم المغلوط للقدر حيثُ تَنسِبُ الأغلبية الخيرَ منه والشرّ لله عزّ وجل.

* ما يحدُثُ في الكون هو وفقَ مشيئة الله، ولحكمةٍ ورسالةٍ من ذلك، لكنك أنت من تجذب الخيرَ أو الشرّ إليك.

* الكثيرُ منّا يعتقد بأن ما يحدثُ له، مكتوبٌ في اللوحِ المحفوظ ولا مفَرّ لهُ منه.

   - هذه النقطة مهمة جداً وتحتاج مني أنْ أتوقفَ عِندها، وأوضحَ لك عزيزي المتابع قضيّة مهمة وجدلية وهي : ( هل الإنسان مسيير أم مُخيّر ؟ ) .

* قال تعالى في سورة الكهف : " مَنْ يَهْدِ الله فهو المُهتدْ، ومَنْ يُضللْ فَلَن تَجِدَ لَهُ ولياً مُرْشِدا " صدق الله العظيم.

* أولاً

    - لو افترضنا أنّ هناك شخصان كِلاهُما كافر، الأول اختار النهجَ القويم في حياته، ويُحِب مساعدة الناس وذو خلقٍ كريم، لا يَسرق ولا يزني ولا يشرب الخمر. في حالة حذا الشخص سيطبقُ القَدرُ عليه الجزء الأول من الآية الكريمة السابقة، وسيجذب لنفسه الخير ويُيَسّرُ الله له طريقَ الهداية للإسلام. 

    - الشخص الكافر الآخر، اختار طريق المحرمات وبيعِ المخدرات وتعاطيها وسبيلَ الفواحِشِ والآثامِ والسرقة وذو خلقٍ سئ، هذا ينطبق عليه الجزء الثاني من الآية الكريمة، حيثُ سيجذب لِنَفْسه الذلّ والهوان والمعاناة، ولن يُيَسْرَ له من يُرشده لطريق الإسلام.

    - هذا القانون العَدْل ينطبق على المسلمين أيضاً، فلو كان هناكَ شخصان مسلمان اختار الأولُ طريق الهدايةِ والآخرُ طريقَ الضلال، سينطبق عليهما ما ينطبق على الكفار. فإن تعمل خيراً ستلقَ مثلَهْ، وإن تزرعَ شرّاً ستحصُدْه . 

* ثانياً

   - لِنضرب مثالين للتوضيح لا للتشبيه، وللهِ المثَلُ الأعلى المنّزه عن التشبيه ليسَ كمثلهِ شيء.

• المثالُ الأول : ( طلب مدير شركة الكترونيات من موظفيه تقاريراً عن أعمال الشركة في دورتها الحالية، وبناءً على التقارير المقدمة سيتم ترقيتهم ومكافأتهُم. شرعَ موظفوا الشركةِ في إعداد التقارير لتسليمها في الموعد المحدد، وخلال تلك الفترة جلس المدير بعد انتهاءه من يومِ عملٍ طويلِ في مكتبه في لحظة صفاءٍ ذهني ليتوقع الموظّف الذي سيُعِدُ أفضلَ تقريرٍ وينال ترقيةً ومكافأة. وبسرعةٍ وبدون تفكيرٍ طويل وقع اختياره على الموظف المجتهد أحمد في الشركة. مرّت الأيام واستلمَ المُدير التقاريرَ وتفاجأ مِن توقعه السليم والذي كانَ في محلّه، حيث فاز الموظف أحمد بالجائزة ) .

      - كيف عرفَ المدير مَنْ سيفوزُ بالترقية ؟ ببساطة، خِبرتُهُ العميقة في مجال عمله جعلته يتوقع ذلك بدقة ومعرفته بقدراتِ ومهارات موظفيه من خلال سنواتِ عملهم معه. ربّنا الذي خلقنا أعلم بخياراتنا من لحظة نفخ الروح فينا وحتى مواراتِنا الثرى.

• المثالُ الثاني : ( يدْرُس محمد في مدرسة الأمل الثانوية من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر وهو الصف الأخير في المدرسة. اجتمع مدرسوهُ معاً وكانوا يتبادلون الحديث عن من سيتفوق في الإمتحانات الوزارية لشهادة الثانويةِ ويجتازُها بنجاح، فوقع اختيارهُم عليه، ومرّت الأيام حتى فوجئوا بناجحه وتفوقه وفرحوا بذلك. )

      - كيف عرف مدرسوا محمد وتوقعوا نجاحه وتفوقه ؟ من خلال معرفتهم بمحمد وأدائه الأكاديمي في سنواتِ دراسته، ومن خلال خبرتهم الأكاديمية في مجال التربية والتعليم. الله جلّ في عُلاه أعلمُ بحالنا بناءً على علمه الذي وسع كلّ شيء.

* إذاً.. هل الإنسان مُسيّر أم مُخيّر ؟ 

      - أمامك طريقان، الخير أو الشر. أنت مُخيّر في اختيارك لأحدِ السبيلين، لأنّ الله منحكَ عقلاً تُفكّرُ فيه وميّزك به عن سائر مخلوقاته. ان اخترتَ طريقَ الخيرِ سيسهّلُ الله لك ذلك، وإن اخترتَ طريقَ الشرّ أيضاً سيسهِلْهُ لك، فأنت في كلا الحالتين بعد اختيارك للطريق الذي ستسلُكْهُ ستكون مسييراً . 

     - بما أنّ الله خلقك وخلق دماغك الذي تفكرُ وتقررّ ما تشاءُ به، يعرفُ ويَعلمُ مسبقاً بكيفية عمل عقلك وماذا ستختار، وكتب لك ذلك في اللوح المحفوظ.

     - خلق الله الجنّة لمن اختار طريق الهدايةِ والنارَ لمن اختارَ طريق الضلال. أرجو أن تكونَ الصورة اتضحت مجملها، وإذا كان هناك أمثلةٌ أخرى عزيزنا المتابع فأطرحها من فضلك في نموذج التعليقات أسفل الموضوع أو في تعليقات حسابات المواقع الإجتماعية.

* المسلمون غالبيّتُهم يعتقدون بأنّ الكونَ لا يوجدُ احتمالاتٌ فيه، وأنّ الكون وما يحدُثُ فيه عبارة عن ( قسمة ونصيب ) .بل ويظنونَ أنه يسيرُ في خطٍ مستقيم، وعليهم طوعاً أن يسيروا فيه بلا حولٍ منهم ولا قوة . 

* القدر تفاعليّ وليس ثبوتيّ، وبإمكانك تغييرُ مساره بالنسبةِ لك في أيّ وقت.

* من الممكن أن يحمل لك القدرُ مفاجأةً سارةً لك، وبسبب عملٍ أو نيةٍ سيئةٍ منك يحجبها عنك. عليك أن تتحضر في داخلك سواءً للقدرِ الخير أو الشرّ حتى يُصبحَ واقعاً في حياتك، فإذا انسجمت في تفكيرك واقتنعت كلياً بفكرةٍ ما ستعيش معك طِوال حياتك، وفي اللحظة التي تُغيّر بها تلك القناعة ستتغير أنت وتتغير حياتُك.

* " لا يرُّدُ القضاءَ إلّا الدُعاء " . من الممكن أن ينتصرَ المؤمن الضعيفُ بدعاءِهِ على الكافر القوي المسلّح بكافة أسبابِ القوة العقلية والبدنية والمادية ضعيف الإيمان، وغزوةُ بدرٍ مثالٌ على ذلك، ولنا في غزةَ هاشمَ نموذجاً أسطورياً سطروهُ بملاحِمَ ستدرسها الأجيالُ القادمةُ في كُتِبِ التاريخ.

* هناك فرقٌ بين المستقبلِ والغيب.

* إذا لم تعرف المستقبل وتخطط له، ستجد من يفعل ذلك عنك لتكون عبداً له.

* سببُ مشاكلنا هو أننا لا نعرف المستقبل، فلذلك نتعرض لصدماتٍ لا يمكننا مواجهتها.

* يُمكِنُ معرفةُ احتمالٍ معين في القدر ومعرفةُ مستقبلك، ولا يمكنُ معرفةُ كل احتمالات القدر لأنّ ذلك يُصبحُ غيّباً. سبحانه وحده لا شريك له يعرف كلّ احتمالات القدر، هو عالِمُ الغيبِ والشهادة.

* إذا كنت تريدُ الخيرَ لك، عليك أن تنسجمَ مع هذا الخير، وأن تُغيّر الشر الذي بداخلِك لخيرِ، فيتغيّرُ كلّ شيءٍ حولَك .

    - مثالُ ذلك: ( لو أنك  أردتَ لنفسك الصحة، عليك أن تتبع نظامَ حياةٍ صحيّ، من ضمنه نظامٌ غذائي سليم وبرنامجٌ رياضي منتظم.

* عندما ترى الإسلامَ في الشوارعِ والمدارسِ والمؤسسات وفي معاملات المسلمين فيما بينهم، ستعرف بأنّ أولئك القومِ تغيّروا في من داخلهم، وبدأ يصنعون مجدَ حضارتهم بأيديهم.

* لتعميق فهمك عزيزي قم بالتطبيق العملي : 

- هذا التمرين هو ( تمرين تحديد الإتجاه ) ، فهو يساعدك على معرفة مسارك الصحيح .

1. اكتب سيناريو لفترةٍ قصيرة.
2. ركّز عليه.
3. انته من المثيرات التي تُحيدُكَ عن هدفك.
4. انته من المؤشرات التي تدعوك للمضي قدماً في مسارك الذي تسلُكُه.
5. بعد تحقيق السيناريو، اكتب سينارو أطول.

* مثال على هذا التمرين الرائع : 

اضغط على الصورة للتكبير

خذها قاعدة : القدر اتجاهات، حدّد فيه اتجاهَكْ .

* التدوينة التالية -->> الحلقة (9) من هنا .  

   
* تفضل بمشاهدة الحلقة على Youtube.



* المرفقات : 

• برنامج ( ترتيب السيناريو ) - تفضل بالتحميل -->>

- عزيزي المتابع، أعددت لك هذا النموذج خصيصاً لمساعدتك على تطبيق هذا التمرين، وإذا أردت أية إضافات أو واجهتك أية مشاكل تقنية، لا تتردد أبداً بمراسلتي عبر صفحة للتواصل. 

* إقرأ أيضاً : 

• أنت تجذب ما تخافُ منه أخثر.
• أنت تجذب ما تكره .
• الكون ليسَ بقيمي، الكون ذبذبي.

* إلى هنا تنتهي التدوينة .. ساهم في نشرها حسب إمكانياتك وشارك المعلومة لِتعُم الفائدة. وإذا أردت نقلَ الموضوع فلا بأس ولكن اذكر المصدر وهو هذه المدوّنة. 

------------------------------------------------------------------------------

وسوم : خذها قاعدة 2،الموسم الثاني، روتانا، خليجية، دكتور،صلاح،الراشد