// -->
تسميات اغلاق التسميات

{ خذها قاعدة 2 } الحلقة (17) - د.صلاح الراشد

  خذها قاعدة : المُدمِّرْ .. يصنعُ جسراً من المُبَرمَجين . 
  • كلّ شيءٍ في هذه الحياة له طاقةٌ خاصةٌ به . 
  • الطاقةُ المُدمرة ، تختلفُ عن الطاقةِ المُعمرة . 
    • الإختلافُ يُلاحَظُ عندَ قياسِ كلّ طاقةٍ على حدى ، فتجدُ أنّ طاقةَ الدمارِ مشوشة وموجاتُها ذات زوايا حدتها عالية ، أما طاقةُ العَمارِ تجدها مستقرة ، ومنتظمة لا عشوائية . 
خذها قاعدة ، مدونة ماضي،الحلقة السابعة عشر،ملخص،صلاح الراشد،الموسم الثاني
  • المُبَرمجونَ مُسَخّرون ، بلا وعي وبدون خيارات . 
    • ما معنى ذلك ؟ أنتَ في هذه الحياة لديكَ خياران ، وتمتلك سفينة ، فإما أنْ تكونَ رُبّانُها أو تكون مُجذّفاً فيها لا أكثر مع أنها ملكٌ لك . السفينة هي حياتُك ، وحتماً عليكَ أن تقودَها بنفسك نحو تحقيقِ أهدافك ، وأن تقودها بوعيٍ منكَ وإدراكْ ، وتتحمل مسؤوليتك بمواجهةِ العواقبِ التي تعتري طريقَ البحرِ المَحفوفِ بالمخاطر ، فعليك أنْ تُواجِهَ قراصنة البحر ( أي مَن يثنيكَ عن أهدافك ) ، وأنْ تواجهَ العواصفَ وأمواجَ البحارِ العاتية ، حتى تصلَ إلى برّ الأمانْ . 
    • إذا لمْ تُخَطط لحياتك ، فأنتَ حتماً ستكونُ مُدرجاً في مخططاتِ مَنْ حولك . 
    • سَيرُكَ نحو تحقيقِ أهدافك لا يعني أنْ تكونَ أنانياً ، بل على العكس ، أي ابحث عن أُناسٍ يتقاطعونَ معك فيما تُحبْ ، ويَشتَرِكونَ معكَ في الوصولِ لطموحاتِكْ . مثلاً : ( اعمل عندَ شركةٍ ترى أنك تحققُ ذاتكَ فيها ، أو أيّ مؤسسةٍ أو في أيّ مشروعٍ يتقاطعُ مع مبادئِكَ وقناعاتك ) . 
    • المهمُ في الأمر ، أنْ يكونَ اختيارُكَ واعياً ، محباً له لا كارهاً ، حتى تُخلِصَ في عمله ، وتُبدِعَ في إنجازه ، وتفخرَ بما حققته منه من نتائج . 
  • المُدَمِّر يقودُ المُبرمَّجْ لتدميرِ نفسه .
  • أسهلُ الوسائِلِ لقيادةِ المُبَرمَّجْ ، هي : ( الدين / الجنس / السياسة ) .

  • إذا أردتَ أن تُدّمرَ أي شخص ، استخدم الوسائل الثلاثة السابقة . 
    • بالطبعِ أنا لا أدعوكَ لذلك وأياكَ أنْ تقومَ به ! لكن اعلم أنها عدوّكَ الأول الذي يجبُ أن تحذر من مخاطره الجمّة . 
* انتبه عزيزي القارئ عند قراءتك للنقاط التالية ، وتأكد أنْ تُحرر عقلكَ وتتخلص من أي اعتقادٍ سابق يقيّد حرية تفكيرك ، وتمعّن فيما سأكتب واعرف المقصدَ مِنْه . 

* الجنس :
    •  من العادات السائدة في مجتمعاتنا العربية ، التي نعتقدُ بأنها من صُلبِ الدين ، هو فصلُ الذكورِ عن الإناثِ في مرحلةِ الطفولة . ما سلبياتُ هذا الأمر ؟ عندما يحدثُ هذا الفصل ، تنشأ طاقتين ، ( طاقة ذكورية وأخرى أنثوية ) .
    • هذا الأمر ، يُحدِثُ مشاكلَ نفسية للطرفين ، فالفطرةُ التي خَلَقنا الله عليها ، هو عيشُ الطرفين مع بعضهما البعض ، فالذكرُ يحتاجُ للأنثى والأُنثى تحتاجُ له .  يعيشُ الطرفان في هذه المرحلةِ العُمرية المهمةِ من حياتهما ، ومنَ الممكنِ أنْ تنشأ علاقة حبٍ ومودةٍ بينهما ، يُبنى عل إثرها في المستقبلِ أسرةٌ ناجحة وفاعلة في المُجتمع . 
    • الأٌسَرُ المحافظة قد تتضايقُ من هذا الكلام ، ولكن الحفاظُ على عدم الإختلاطِ بتطرّف ، قد يدفعُ احدى الطرفينِ أو كلاهما في المستقبل لارتكابِ المحظور. فالفطرة دائماً تكونُ أقوى من إرادةِ الإنسانِ ، وجاءَ اسلامُنا بتعاليمٍ تهذّبُ فطرةَ الذكر والأنثى ، والكبارُ بدورهم عليهم أن يدركوا هذا الأمر ، بتوفير بيئةٍ يحتكُ فيها الذكورُ والإناث ضمن ضوابطِ الأخلاق المُتعارفِ عليها . 
    • لا أدعو إلى الاختلاط ، فلا إفراطَ في التقريب ، ولا تفريطَ في الإبعاد. أدعو إلى الوسطية وإلى الوعي بهذا الأمر ، وأن تكونَ أيّ علاقةٍ قائمة على الحبّ والإحترام ، لتسري طاقاتُ الطرفين بإيجابية ، ولا يحدثُ ما لا يُحمدُ عُقباهُ في المستقبل . 
  • قُمْ بقياسِ ما ذكرتُهُ عن الجنس، وإسقاطِهِ على الدين والسياسة ، وتمعّن في النتائج . 
  • مجتمعاتُنا العربية اليوم مُقسمة إلى طبقاتٍ عُليا ووسطى وأخرى كادحة . 
    • أبناءُ الطبقةِ الكادحة يشكّلونَ اليومَ 80% من المجموعِ العام . 
    • الفقيرُ الكادح ، يعملُ عادةً عندَ أصحابِ الطبقةِ العُليا أو المتوسطة ، وإذا سألتَهُ عن حاله ، سيجيبُكَ قائلاً : " أنا خُلقتُ هكذا ، وأعيش هكذا ، وسأموتُ وأنا على هذا الحال " . نستنتجُ هنا أنّهُ مُبَرمَجْ ، ومَنْ قامَ ببرمجته أصحابُ الطبقتينِ العُليا والمتوسطة أو أهله ومَنْ حوله ، وهو قَبِلَ أن يكونَ عبداً لتلكَ البرمجة . 
    • هناكَ كادحونَ بالأمس ، أصبحوا من أصحابِ الملايينِ اليوم . ما السرّ في هذا التغييرِ الكبير ؟ قاموا بتغييرِ طريقة تفكيرهم ، ولم يقبلوا بالمطلقِ بمُعاناتهم ، فعاشروا الأغنياءَ والعُلماءَ والمخترعين ، وعاشوا تفاصيلَ حياتِهِمْ ، فاصبحوا مثلهم ، بلْ وتفوّقوا عليهم. لهذا ، اترك الخيارَ لكم بقبولِ واقعكم والرضوخِ له ، أو النهوضِ من الدائرة المغلقة التي تعيشونَ فيها . 
  • مَنْ لا يتغيّر لا بُدّ أنْ يَنقرضْ . 

  • أغلبُ الصراعاتِ العربية من ثمانينَ عاماً وحتى الآن ، هي على دين أو سياسة . 
    • عند دراستك للتاريخ العربي ، تجدُ بأنّ كل ثلاثين عاماً يحدُثُ ربيعاً عربياً فيه ، أملاً في تغيير الحال ، وتغيره بهذه الطريقة حتماً مِنَ المُحال . 
    • دائماً اقتنع بأنّ وجودَ حاكمٍ طاغية ، سببه شعوبٌ يائسة ، فتدفعُ الحاكِمَ إلى التَجَبر في شعبه . انظر إلى عصرِ الصحابة ، وإلى حُكمِ الخليفةِ أبي بكرٍ الصديق - رضي الله عنه - حينما قال : " أطيعوني ما أطعتُ الله ورسوله ، فإنْ عصيتُ الله ورسوله فلا طاعةِ لي عليكم " . 
    • عندما ييأسُ المواطنْ يخرجُ إلى الشارع مخرباً لا معمراً ، يخرجُ ضعيفاً لا حولَ له ولا قوة ، يخرجُ لدعوةِ حزبه أو تياره له بالخروج ، يخرجُ مرغماً في مُعظم الأحيانِ لا مُختاراً ، لتحقيقِ مآرِبِ رؤساءه التي تتحقق فقط بخروجه . 
      • أنا الآن لا أتكلم في موضوعِ الخروجِ على الحاكم ، ففيه فتاوى كثيرة والأحاديثُ عنهُ تطول . لكن الذي يطرحُ نفسه هنا : ( هل حققنا فائدة على المدى القريبِ أو البعيدِ من هذه الثورات طوالَ العُقودِ المُنصرمة ؟ وهل حصلنا على حاكمٍ عادل ؟ هل حصلنا على مُبتغانا من التغيير؟ ).
      • لن يتحققَ العدلُ في المُجتمع ، إلا إذا طبقناه على أنفسنا ، وصارَ واقعاً تعيشُه أسرنا ، وجعلناه ملازماً لمعاملاتنا مع بعضنا البعض ، وتنفسناهُ شهيقاً وزفيراً خلالَ حياتنا . في هذه الأثناء ، لن يكونَ أصلاً مكانٌ لحاكمٍ غيرِ عادل ، وهو لن يستطيع أصلاً ممارسة الجورِ على شعبٍ يطبقُ العدل في حياته . 
      • إذا أردتَ العدلَ عليك أن تسعى إليه وتعيش معاني العدل ، أما أن تُريده إرادةً لفظية ، وإطلاقِ الشعاراتِ والمُناداةِ بها وأنت لا تعيشُ ذلك ، فَيستحيل أن تأخذ ما تُريد ، حتى لو مُتّ ألفَ ميتة في ميادينِ الحريّة . 
    • بدلَ أن يُفكّر المواطنُ في الخروجِ وإضاعةِ وقته وماله وتعريضِ نفسه للمخاطر ، كانَ الأحرى به أنْ يفكّر في تغييرِ حاله، لمَ لَمْ يُفكّر في الإنتاج وفي تطويرِ نفسه وتنمية ذاته وعمله ومجتمعه ؟!
    • كُنْ على يقينٍ بأن الحاكمَ العادِلَ لا يحكُمُ إلا شعباً قوياً ، مسلحاً بالإيمانِ والعلمِ والمعرفة والمال ، فإذا خرجَ لمحاسبته كان قادراً على ذلك ، ومِنْ مُنطلقِ قوةٍ وأمل ، لا مِنْ مُنطلقِ ضعفٍ وبؤس . 
  • كثيرٌ منا كأفراد ، يرضى بالحياة الكلاسيكية ، ويعرفُ معارفَ محدودة ، ويُبقي عليها ويعيش على إثرها .
  • كثيرٌ منا لا يعرف أنه لا يعرف ، ولا يدري أنه لا يدري ، ولا يعلم أنه لا يعلم . 
    • اسعَ دائماً للمعرفةِ وطلبِ العلم ، كُن باحثاً عن الحقائق والأسرارِ والخفايا ، ولا ترضَ بما قُمتَ بتحصيله ، فالعلمُ والمعرفةُ وعاءان لا يَنضبان ، كلّما أخذتَ منهما يزدادان .
    • حكّم عقلكَ وقلبك أثناء البحثِ والتَقَصّي ، وتحرر من برمجةِ الدينِ والسياسةِ والجنس . 
* لتعميق فهمك عزيزي قم بالتطبيق العملي 

- هذا التمرين هو ( تمرين الانتباهِ للطاقةِ المدّمرة ) ، فهو يساعدكَ على تجنبِ البرمجةِ والمُبَرمِجين . 

1) خذ أسبوعاً انتبه فيهِ للنتائج ، ولا تُعطِ اعتباراً كثيراً للإدعاءات . 

   * عندما يدعي شخصٌ ما شيئاً ، انتبه إلى ما حققه من نتائجٍ في ادعاءه ، مثلاً : ( إذا ادعى الصحة فهل هو يمتلكُها ؟ إذا ادعى السعادة فهل هو حقاً سعيد ؟ إذا ادعى الغنى فهل هو غني ؟ وهكذا .. ) .

2) انتبه للخطاباتِ المليئةِ بالكراهيةِ والعنصريةِ والأنانية ، فمهما كانت هذه الخطابات فهي باطلة . 
3) دوّن بوعي الإتجاهات . 
4) قرر بأن لا تَنقادَ للبندولات .

خذها قاعدة : المُدّمِرْ .. يصنعُ جسراً من المُبَرمَجين . 


#الفهرس
*  التدوينة السابقة -->> الحلقة (16) من هنا.

* التدوينة التالية -->> الحلقة (18) من هنا .

* تفضل بمشاهدة الحلقة على Youtube.



* إلى هنا تنتهي التدوينة .. ساهم في نشرها حسب إمكانياتك وشارك المعلومة لِتعُم الفائدة، واترك لنا تعليقاً برأيك . وإذا أردت نقلَ الموضوع فلا بأس ولكن اذكر المصدر وهو هذه المدوّنة

----------------------------------
وسوم خذها قاعدة 2،الموسم الثاني، روتانا، خليجية، دكتور،صلاح،الراشد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

" وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
-------------------------------------------
التعليق يعبر فقط عن صاحبه ، ولا يعبر عن رأي المدونة

All Rights Reserved © 2014 - 2018 { Mady Blog | مدونة ماضي } Developed by : { Mady Tech | ماضي تك }